سمعت من الأخبار نبأً يحكي عن أربعة ملايين ين وجدت في دورات المياه في اليابان أعزكم الله ، وكانت هذه الملايين متفرقه وفي أماكن عامة متعددة ومنوعه. فالذي يضعها رتب لها طريقة يضمن بها لفت الإنتباه
من خلال وضع نفس المبلغ والذي يقدر بـ 60 يورو في كل مظروف يترك
في دورة المياه ، وأيضاً معه رسالة واحده تكررت مع كل المظاريف
كتب فيها : اصرفوا هذا المبلغ في سبل الخير !
سمعت الخبر وتعجبت كثيراً في فلسفة الشعب الياباني العظيم الذي
يقدس العمل والإنتاج متحدياً كل الظروف وقاهراً كل المعوقات.
فكم من استفادة من هذا الخبر قد نستقيها عندما نسمع خبراً كهذا؟
كيف جمع اليابانيون هذه المظاريف وأحصوا المبالغ حتى وصلت لأربعة ملايين ين ؟!
لاشك أن النسبـة العظمى منهم ليسوا لصوص !
ولا ننسى أن المسلمون فيها لا يتجاوز عددهم خمسين ألف مسلم ومسلمه.!
الإضافة الثانيه هي الشخص الغريب أو المؤسسة الغير معلنة التي تقوم بهذا التصرف الباعث للحيرة والتساؤل !
هل هو شخص مجنون يبعثر نقوده بهذه الطريقة المريبه ؟!
أم أنه أخذ من الإسلام طريقة الصدقة وبحيث لا تعلم شماله مافعلت يمينه ؟!
أو أنها مؤسسـة خيرية لا تهوى الظهور الإعلامي وكأنها تدرس في الناس حفظ مشاعر المحتاجين ومساعدتهم دون تشهير وتبجيل ..!!
ربما .. كل الإحتمالات واردة ولكن اليابانين يعتقدون بأنه رجل متقاعد كان يعمل في دائرة حكومية نظراً لتردد الرسالة في الأماكن العامة وربما هو مصابٌ بأعراض الشيخوخه ..!!
فإذا كان أهل اليابان يعدونه مجنوناً ويبحثون عنه لأجل الإستفادة منه ، فكم مجنوناً نحتاج نحن هنا لننقذ الحارثي الذي افترش احدى حدائق الرياض لأنه لا يجد سقفاً يظل أبنائه عن الشمس ؟!
كم مجنوناً نحتاج لنحارب الفقر ؟
كم مجنوناً نحتاج لنعطي ونساعد ؟
كم مجنوناً نحتاج لننقذ اخواننا في فلسطين والعراق ؟
كم مجنوناً ومجنوناً نحتاج؟
اذا كان العقلاء هنا يدركون جيداً معاني الصدقة والتكافل الإجتماعي ، فمن اللامنطق أن المجانين سوف يطبقون هذه الأخلاقيات المسلمه لأنها لديهم ليست شذوذاً أو خروج !
فلا بأس أن مجانين اليابان يهبون وعقلاء العرب والمسلمين منهم يمتنعون !
والله المستعان