ahmed200422 مدير عام المنتديات
عدد الرسائل : 215 العمر : 50 تاريخ التسجيل : 18/08/2007
| موضوع: يا ناس يا مقهورة ......... هي دي الفزورة !!!!! الجمعة سبتمبر 07, 2007 5:08 am | |
| في السادس والعشرين من يوليو عام ألف وتسعمائة وست خمسين استيقظت
مصر والعالم العربي على الصوت الساحر للشاب المناضل والثائر العربي
الكاريزمي جمال عبد الناصر :
" باسم الأمة , باسم الشعب ,
تؤمم قناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية "
لتثور ثائرة الاستعمار القديم بزعامة بريطانيا ضد هذا المناضل العربي الكبير,
عازمة وضع حداً لطموحاته التي استهدفت مناطق النفوذ الاستعماري في
المنطقة العربية وفي إفريقيا كما استهدفت التفاف الشعب المصري والشعب
العربي حوله أملاً في نيل الحرية والاستقلال , تحقيقاً لأمل الوحدة العربية
المنشودة بإحياء فكرة القومية العربية وليعود خير الأمة العربية لأهل
الأمة العربية
ورغم عظمة فكرة التأميم وسمو الهدف منها إلا أن الشعب المصري قد تحمل
عبئ النتائج الكارثية لها فقدم خيرة شبابه ودم أبنائه وموارد وطنه فداءاً
لاستقلاله , من خلال مقاومته الباسلة للعدوان الثلاثي والتحالف الاستعماري
بين الثلاث انجلترا وفرنسا وإسرائيل ضد مصر, في ملحمة بطولية في مدينة
بور سعيد التي هدمت ودمرت وشرد أهلها
وينتصر الشعب المصري لحريته واستقلاله وقناته بينما تبيت قوى الاستعمار
المنهزمة النية للعودة مرة أخرى في عدوان آخر في يونيو 1967 بشكل
جديد ومغاير وتظل مصرة حقبة ليست قصيرة تحت وطأة المقاومة تستنفذ
فيها خيراتها ويراق فيها دماء خيرة شبابها وترمل نسائها وتثكل أمهاتها
وتظل مصر تدور وتدور في حلقة مفرغة حتى اليوم كانت بدايتها مجرد تأميم
شركة .... شركة قناة السويس
وهناك وعلى الجانب الآخر من العالم وبعيداً عن تقييم التجربة التأميمية
والناصرية وبلا دبابات ولا غواصات ولا صواريخ وبعيداً عن أم الفوارس
وأم المعارك وأم المهازل وبعيداً عن النكبة و النكسة و الوكسة , بعيداً عن
كل ذلك وغيره
هناك وعلى الجانب الآخر وفي هدوء تام وبلا حنجرة ملتهبة ولا خطبة مدوية
يجلس شاب على مكتبه ولم يتجاوز الثلاثين من العمر لا هم له ولا هم
لمؤسسته ولا للعاملين معه غير هدف واحد فقط !
"تنظيم المعلومات حتى يصبح الوصول إليها أكثر سهولة وأكثر إفادة للعالم "
هكذا هو الهدف والهدف فقط من وجود شركة " جوجول " الأمريكية
فلا هي مصنعاً للطائرات ولا حوضاً للسفن والغواصات ولا شركة لإنتاج
عابرات القارات ولا شركة باحثة عن البترول والذهب
شركة كل ما تحتاجه لا يزيد عن كونه جهداً بشرياً خالصاًَ لا هم له ولا هدف
إلا مجرد تقديم خدمة فقط ألا وهي خدمة تنظيم المعلومات
يرأس فريق العمل بتلك الشركة شاب في السادسة والعشرين من العمر هو
كيث كولمان الذي فكر في مشروع البريد الإلكتروني "جي ميل " و الذي
تحول إلي ثورة هزت عرش شركات البريد الالكتروني ولم تهز عرش
الاستعمار بالطبع
والعاملون بهذه الشركة وفروعها حوالي عشرة آلاف موظف يذهبون إلى
مقرها في مدينة مونت فيو الأمريكية بلا أي ملابس رسمية وتوفر لهم
الشركة أفضل الوسائل الترفيهية في العالم وأفخم وأفخر حمامات السباحة
كما توفر لهم أشهى الوجبات الغذائية مجانا وبلا أي مقابل
بها رعاية طبية تفوق ما يحصل عليه أثرياء الولايات المتحدة
ويبلغ معدل نمو الشركة 67% سنوياًُ ونسبة العاملات من النساء بها 31 %
ولقد وصل سعر السهم بها إلى ما يقرب من خمسمائة دولار للسهم الواحد
لتحقق بعد ذلك هذه الشركة 6 مليار دولار دخلاً سنوياً لها بينما يتوقف
رصيد قناتنا الظافرة القاهرة المنتصرة عند 3 مليار دولار رغم كل تضحياتها
بدءاً من حفرها حتى تأميمها
هل أدرك أحدكم الفارق يا سادة بيننا وبينهم !
الفارق يا سادة ليس في الثروات الزراعية ولا البترولية ولا التعدينية ولا
الصناعية كما يحلو أن تتذرع بذلك الدكتاتورية والأوتوقراطية والبيروقراطية
يا سادتي الفارق في البشر, الفارق في العقل والمنهج وأسلوب المعيشة والحياة
فلم تصنع الثروة البترولية حضارة أو تقدماً وبدونهم هم هناك على الجانب
الآخر من العالم تتحول تلك الثروة البترولية إلى مادة مهملة لا قيمة لها ولا ثمن ,
الإنسان هناك هو الذي أعطى لتلك المادة تلك القيمة
فتلك المادة موجودة تحت أقدامنا من آلاف السنيين
أخي العربي ,قد أمنحك قطعة من الحديد أو النحاس أو الخشب لتلقي بها بعيداً
عنك بينما يلتقطها الآخر ليحيلها إلى تحفة لها ألف قيمة
قد أمنحك أرغول أو ربابة فتضرب بهما ظهر الحمار بينما يستطيع الآخر
أن يضرب لنا بهما أجمل الألحان
انظروا كيف تباع لوحة فنية لبيكاسو أو دالي بمائة مليون دولار مثلاً بينما
التكلفة الحقيقية لها لا تزيد عن بضع جنيهات أو ربما قروش قليلة
يا سادتي .. يا سادتي إن الزهرة لا تنبت أبداً في الأرض المحروقة
بل لابد لها من هذا الإنسان الذي يحرث لها تلك الأرض
هل أدركتم الفارق أيها السادة !
يا ناس يا مقهورة هي دي الفزورة !
ــــــــــ
إليكم جميعاً شكري
وإلى كل الذين يستمتعون بالخروج على القانون
وإلى كل الذين يسيئون الفهم , أنا لم أكتب عن
ناصر أو فيصل أو سعود أو حسين , أنا لم أكتب إلا
عن الإنسان
الإنسان
| |
|